Page 23 - DC - CourtsEcho Magazine Issue1
P. 23

«دابيـس».. يثير الجدل القانوني حول مخرجات الذكاء الاصـطناعيً بحسـب، متحمـلا لمـا زاد مـن الديـون عـن الذمـة لتخصيـص. أمـا بالنسـبة للجانـب السـلبي مـن ذمـة التخصيـص، فيمكـن تم ّثلهــا علــى أســاس أنهــا جملــة الالتزامــات التــي يتحملهــا الروبــوت، علــى غــرار الديــون بفعــل الأضــرار التــي يحدثهــا للأشـياء المحيطـة بـه وللأغيار وحتـى لمسـتخدمه، وجملة الاقســاط المســتوجبة عليــه عــن عقــد الـــتأمين (بوليصــة الـــتأمين) وجملــة الرســوم المســتوجبة عليــه. إن الإقــرار للروبـوت بذمـة تخصيـص فيـه- حسـب رأينـا- إجابـة لجملـة الإشــكالات العمليــة المطروحــة دون المــس بالمفاهيــم القانونيـة الأخـرى علـى غـرار الشـخصية القانونيـة والأهليـة. تشييء الإنسان وأنسنة الآلة! يبــدو أن التطــور الرهيــب للتقنيــة قــد ينتهــي بتشــييء الإنســان وبأنســنة الآلــة، وبخلــط الأنــواع وفقــدان التفــرد وفــرض التنميــط مــا يجعــل الإنســانية أمــام مفــترق حاســم بــين المحافظــة علــى إنســانية الإنســان (دون التخلـي طبعـاً عـن المكتسـبات التقنيـة)، وتمييعـه بسـحب حرمتـه ومســاواته بالآلــة، ومازلنــا بعــد في بدايــة المشــوار: طــور محــاكاة الآلــة للإنسـان وكل الخشـية أن يأتـ َي حـ ٌين مـن الدهـر يقفـد فيـه الإنسـان مـا بـه يكـون إنسـاناً وكل مقومـات التفـرد وتصبـح أقصـى تطلعاتـه محـاكاة الآلة واستنســاخها واعتمادهــا مرجعــاً. كل الاحتمالات واردة وكل المسارات ممكنة.. وإن غداً لناظره لقريب. الاخـتراع- قـارن مـع الجـزء الثـاني مـن هـذا المقـال- كل هـذه الأطروحــات يمكــن تدارســها والتعمــق فيهــا، وقــد تســاعد علــى تســليط الضــوء علــى بعــض أجــزاء مســألة تكييــف الروبوتــات ونســبتها إلى مفهــوم قانــوني معــروف وواضــح. ٍ الحل في.. ذمة تخصيص الــرأي عندنــا أنــه يمكــن نســبة الاخــتراع الى الروبــوت ليــس باعتبـاره شـخصية قانونيـة وإنمـا باعتبـاره ذمـة تخصيـص؛ فــلا شــيء يمنــع مــن الإقــرار للروبــوت بذمــة ماليــة خاصــة في إطــار مبــدأ وحــدة الذمــة الماليــة لمالكــه. فمالــكً الســفينة أو الحســاب الجــاري أو المتجــر مثــلا (المحــل أو الأصــل التجــاري) لــه ذمــة ماليــة واحــدة تخصــص جــزءاً منهــا لمتجــره أو لذمتــه البحريــة أو لنشــاطه المصــرفي. فالاســم التجــاري، والحــق في العمــلاء، وفي تجديــد الإيجـار، والحـق في تملـك بـراءات الاخـتراع تلحـق بالمتجـر -بوصفــة ذمــة تخصيــص - تــؤول معــه، مــن حيــث المبــدأ علــى الأقــل. فمــا المانــع إذاً، أســوة بالمتجــر أو الســفينة أو الحســاب البنكــي، مــن أن يكــون للروبــوت ذمــة تخصيــص يخصصهــا مالكــه للقيــام بنشــاط تجــاري أو خدمــي معــين، وتكــون هــذه الذمــة مخصصــة بــداء ًة لســد الديــون المتولــدة عــن النشــاط المخصــص للروبــوت وتتمتــع بالمقابـل بغلـة هـذا النشـاط، أي بـكل مـا مـن شـأنه أن يـثري ذمــة صاحبــه. ومــن ثــم يكــون لمالــك الروبــوت أو صانعــه أو مصممــه أو مســتعمله، بحســب الأحــوال؛ الحــق بالانتفــاع بخدماتـه والتربـح منهـا، وعليـه، في المقابـل، تحمـل أضـراره التـي يحدثهـا للأشـياء والأغيـار علـى أسـاس تحمـل نظريـة المخاطــر وقاعــدة الغنــم بالغــرم. ســيكون للروبــوت بصفتــه ذمــة تخصيــص جملــًة مــنً الأمـوال متحمـلا لجملـة مـن الالتزامـات ويمكـن أن يتضمـن الجانـب الإيجابـي مـن الذمـة الماليـة للروبـوت علـى جملـة الاختراعـات والخدمـات التـي يقدمهـا الروبـوت في الأعمـال الصناعيــة والخدميــة لصاحبــه أو مســتخدمه وعلــى التعويضـات التـي قـد يحصـل عليهـا في حالـة تعرضـه إلى أضــرار. بالطبــع هــذا الجانــب يجعــل لدائنــي الروبــوت حــق التقـدم والأولويـة علـى أموالـه في حـدود ذمـة التخصيـص، في حـين يكـون صاحـب الروبـوت أو مصنعـه أو مصممـه، كل الهوامش بنهاية المقال صدى المحاكم - العدد الأول 23


































































































   21   22   23   24   25