Page 21 - DC - CourtsEcho Magazine Issue1
P. 21

«دابيـس».. يثير الجدل القانوني حول مخرجات الذكاء الاصـطناعي تتفق التشريعات الوطنية الأوروبية كلها على تخصيص صفة المخترع للأشخاص الطبيعيين دون غيرهم. في مرحلــة أولى بتقريــر وجــود الاخــتراع حتــى يتمكــن تاليــاً مـن المطالبـة بنسـبته إليـه. بينمـا رفضـت لجنـة القبـول مـن البدايـة فكـرة أن يكـون للروبـوت مـن يمثلـه قانونـاً بدعـوى أنـه شـيء، لا يملـك حـق تمثيـل نفسـه أصالـة؛ وبالتـالي لم تفصـل موضوعيــاً في مســألة وجــود الاخــتراع مــن عدمــه. لقــد أثــار مقــدم طلــب التســجيل هــذه المســألة المهمــة عندمـا دفـع بأنـه لا يجـوز لقاعـدة إجرائيـة -شـكلية- مصـادرة ٍٍٍ حـٍّقموضوعـي؛بمعنـىأنـهلايجـوزألاُتبَحـَثمسـألةوجود الاخــتراع مــن عدمــه بعلــة أن الروبــوت ليــس لــه شــخصيةّّ قانونيـة ولا يمكـن نيابتـه قانونـاً. كل الإشـكال هنـا أن اللجنـة تعلــم حــق العلــم ذلــك وقــررت المراوغــة- إن صــح التعبــر- وتصــدت لمســألة انعــدام الشــخصية القانونيــة للروبــوت لأنهـا تعلـم يقينـاً بـأن الإقـرار بوجـود اخـتراع - وهـو قـد يكـون واقـع الحـال موضوعـاً(14)- سـيضعف موقفهـا تاليـاً: إمـا أنهـا ســوف تقضــي بوجــود اخــتراع بــدون مالــك أو بــدون مالــك محـدد، وهـو مـا يتعـارض صراحـ ًة مـع العديـد مـن نصـوص الاتفاقيـة علـى غـرار المـادة 52 ومـا يليهـا؛ أو أنهـا سـوف تقبـل الطلـب وتقـرر ولـو بصفـة جزئيـة بوجـود الاخـتراع مـن جهـة ونســبته للروبــوت وأيلولتــه لمقــدم الطلــب. لقــد آثــرت اللجنــة عــدم المغامــرة بــأن رفضــت طلــب القيــد، أي إنهـا في النهايـة فضلـت أيسـر الحلـول مكتفيـ ًة بالـرد علـى المســتوى الإجرائــي. وبذلــك تكــون اللجنــة قــد أرجــأت فقــط حــل الإشــكال، لأن المســألة ســتطرح أمــام لجنــة الاســتئناف ولاحقــاً بمناســبة دعـاوى قيـد مماثلـة مـع تنـوع الروبوتـات نفسـها إلى صناعيـة ومنزليـة وخدميـة، وتنـوع مصـادر الـذكاء الاصطناعي نفسـها والتــي يمثــل الروبــوت أحــد أبــرز تجلياتهــا ولكــن ليــس كلهــا. ثانيــاً: ليــس مــن الثابــت قانونــاً بأنــه يجــب أن يتمتــع الروبــوت بالشــخصية القانونيــة حتــى يتمتــع بالحقــوق؛ بمعنــى أن التمتـع بالحقـوق -لا يفـترض كمـا الحـال بالنسـبة للواجبـات المحمولــة علــى الشــخص- التمتــع بشــخصية قانونيــة كاملــة. فالصبــي والمجنــون والوليــد يتمتعــون بالحقــوق وإن كانــوا غــر ملزمــين بالواجبــات القانونيــة؛ ومــا التفرقــة بــين أهليــة الأداء والوجــوب إلا نتيجــ ًة ضروريــ ًة لعــدم تــوازي الحقــوق بالواجبــات فيمــا يخــص التمتــع بالشــخصية القانونيــة. وهــو مــا يؤكــد، حســب رأي اللجنــة؛ نيــة موقعــي الاتفاقيــة علـى تخصيـص صفـة المخـترع للأشـخاص الطبيعيـين. هـذاً فضــلا عــن أن التشــريعات الوطنيــة الأوروبيــة متفقــة كلهــا علــى تخصيــص صفــة المخــترع للأشــخاص الطبيعيــين دون غرهــم (فقــرات 24، 25 و26 مــن القــرار المشــار إليــه). تساؤلات مشروعة موقــف لجنــة القبــول المتوافــق مــع قــرارات لجنــة الاســتئناف للهيئــة الأوروبيــة لحمايــة بــراءات الاخــتراع والتــي قضــت ســابقاً بــأن حــق الاخــتراع يتمتــع بــه حصــراً الاشــخاص الطبيعيــون(10) يثــر بعضــاً مــن التســاؤلات المشــروعة. ًٍ رأســها مفهــوم المخــترع والاخــتراع. فالثابــت أن الــذكاء الاصطناعــي يتميــز بالتكيــف والتعلــم الذاتــي الدائمــين واللذيــن يرتبــان معرفــة تراكميــة متزايــدة بفعــل التجــارب المخزنـة، وكذلـك فإن هـذه المعرفـة التراكمية نسـبية تختلف وعليــه، وبالنســبة للاخــتراع في حــد ذاتــه، أي موضوعيــاً، يمكــن القــول بوجــوده متــى كانــت تتوفــر فيــه صفــة الأصالــة والجــ ّدة وقابليتهــا للتطبيــق الصناعــي. فمــن هــذه الناحيــة علــى الأقــل، يمكــن القــول بوجــود حلــول مبتكــرة يمكــن أن تكـون موضـوع حمايـة وليـدة الـذكاء الاصطناعـي أي بفعـل الروبوتـات، وذلـك بقطـع النظـر عـن تحديـد صاحـب الحـق في التمتـع بهـذه الحمايـة لأن الابتـكار يمكـن أن تتوافـر فيه شـروط المـادة 52 مـن الاتفاقيـة (شـرط الجـدة والقابليـة للتصنيـع). الإشـكال يتمثـل في أنـه يصعـب، في واقـع التشـريع الحـالي، نســبة هــذه الاختراعــات للروبوتــات ليــس لأنهــا ابتــكارات غــر موجــودة بــل لأن الروبــوت لا يتمتــع - حســب الظاهــر- بالشـخصية القانونيـة. بالطبـع هـذا لا يلغـي طابـع الجـدة عــن الاخــتراع(13) ولكــن مــن حقنــا أن نتســاءل عــن مــآل هــذه الاختراعـات التـي لا يمكـن نسـبتها الى الروبـوت وليـس لهـا - مبدئيــاً- مالــك. في قضيتنــا مالــك الروبــوت فطــن إلى هــذه المســألة وحــاول التفرقــة بــين الاخــتراع والمخــترع، وطالــب إن فكرة حصر صفة المخترع بالأشخاص الطبيعيين، على وجاهتها، قد لا تحل مسألة الطبيعة الخاصة للذكاء الاصطناعي المتولد عن الروبوتات.ّ أولا: إن فكـرة حصـر صفـة المخـترع بالأشـخاص الطبيعيـين، علــى وجاهتهــا(11)، قــد لا تحــل مســألة الطبيعــة الخاصــة للــذكاء الاصطناعــي المتولــد عــن الروبوتــات، مــا يحتــم مراجعــة أفكارنــا بعمــق حــول المفاهيــم الأساســية وعلــى (12) مــن روبــوت إلى آخــر وبالتــالي متفــردة وغــر متوقعــة . ٍ 21 صدى المحاكم - العدد الأول


































































































   19   20   21   22   23