Page 57 - DC - CourtsEcho Magazine Issue1
P. 57

وعـين بهـا في نهايـة ذلـك العـام القاضـي الشـرعي السـيد محمـد جعفـر السـقاف، وقـد انتقـل إليهـا مـن المبنـى القـديم كل مـن رئيـس القضـاء الشـيخ محمـد بـن حشـر، والشـيخ أحمـد بـن حسـن، والسـيد محمـد الشـنقيطي، ومحمـد عبـد الخالـق، وبعـد مـدة قصـرة مـن الانتقـال (نحـو شـهرين أو أكـثرًٍٍ قليـلا) تـرك محمـد عبـد الخالـق العمـل ورجـع إلى البحريـن، ولم يبـ َق السـيدً الشـنقيطي طويـلا، إذ بعـد تعيـين السـقاف تـرك الشـنقيطي القضـاء في نهايــة عــام 1958 أو بعــده بقليــل، وبقــي الشــيخ أحمــد بــن حســن بجانــب السـقاف في القضـاء بنايـف، ثـم تـرك الشـيخ أحمـد القضـاء بعـد ذلـك، وكان تركــه للقضــاء في الســنوات الأولى مــن الســتينات أي في عــام 1963 تقريبــاً. علــى أن هنــاك مــن يقــول إن القاضــي الســيد محمــد الشــنقيطي تــرك القضــاء عندمــا كانــت المحكمــة بمبناهــا القــديم خلــف عمــارة الحبــاي، وكذلـك مديرهـا محمـد عبـد الخالـق في ذلـك الوقـت ولم ينتقـلا إلى نايـف،ً ويؤكــد النيــار أن محمــد عبدالخالــق لم يســتمر طويــلا في إدارة المحكمــة وأنــه تــرك قبــل أن تنتقــل المحكمــة إلى نايــف. بين القضاء المحلي ودار الاعتماد البريطاني وبتعيـين السـقاف أصبـح اختصـاص القضـاء المحلـي ينحصـر في القضـاء بـين المواطنـين فقـط أو أن يكـون المدعـى عليـه مواطنـاً، أمـا إذا كان النـزاع بـين غـر المواطنـين أو كان المدعـى عليـه غـر مواطـن فيكـون الاختصـاص لـدار الاعتمـاد الريطـاني، وتنظـر قضاياهـم مـن قبـل هيئـة مختلطـة برئاسـة الشـيخمحمـدبـنحشـروعضويـةالقاضـيالسـقافوقـاضإنجليـزي(اسـمه ٍ ميلـر)، وكان نائـب المعتمـد الريطـاني يحضـر الجلسـات أحيانـاً، وفي حالـة اســتئناف الحكــم يحضــر قــاض إنجليــزي مــن البحريــن وأحيانــاً قاضيــان ٍ لمراجعـة القضيـة المسـتأنفة وإصـدار الحكـم فيهـا. ويجـد الناظـر في أوراق تلـك القضايـا أن الاجـراءات القضائيـة المتبعـة كانـت متطــّورة،إذكانالقضــاءلديهــميقــوممنــذذلــكالحــينعلــىالتســجيل والكتابــة، فهنــاك لائحــة دعــوى وملــف تكتــب علــى ظهــره البيانــات اللازمــة كمـا كان للجلسـة كاتـب سـر، ومحضـر تسـجل فيـه تفاصيـل الجلسـة، وهكـذا إلى أن يصــدر الحكــم. أحكام الشريعة والجديـر بالذكـر أن القضـاء بدبـي في فترتـه السـابقة كان قضـاء شـرعياً تطبــق فيــه أحــكام الشــريعة علــى جميــع المنازعــات باختــلاف أنواعهــا، وكان القضــاة وقتهــا مــن العلمــاء الشــرعيين المقتدريــن، الذيــن كانــوا يقومــون إلى جانــب القضــاء بالإفتــاء والخطابــة وإمامــة المســاجد، وغــر ذلــك مــن المتطلبــات الشــرعية في حيــاة النــاس. «الأحمدية» مبن ًى للقضاء وتـولى مـن بعـده الشـيخ عبـد الرحمـن بـن حافـظ، فـكان يقضـي بـين النـاس في المدرســة الأحمديــة، إلى أن غــادر بعدهــا إلى الباطنــة ثــم عــاد ووليً القضـاء ثانيـ ًة، وكان شـيخاً جليـلا عالمـاً، وقـد تـولى معـه القضـاء الشـيخ أحمـد بـن حسـن الخزرجـي، والشـيخ علـي الجناحـي، ثـم ُع ّين الشـيخ السـيد محمــدالشــنقيطي،وكانكلمنهــميقضــيفيبيتــه،وُذكــربــأنالشــيخ ِّ أحمـد بـن حسـن قضـى فـترة في مسـجد ابـن دلمـوك، وكان يتولـى أمانـة سـ ّره الشـيخ محمـد بـن يوسـف الشـيباني، ويـروي الشـيخ محمـد بـن أحمـد الخزرجــي بأنــه في فــترة توقــف التعليــم في المدرســة الأحمديــة لتعــثر الحالـة الماديـة لمحمـد بـن دلمـوك نتيجـة انحسـار الغـوص؛ كان القضـاة يقضــون في المدرســة الأحمديــة فــتر ًة إلى أن عــاد التعليــم فيهــا علــى يــد الشـيخ محمـد بـن نـور بـن سـيف رحمـه الله، حيـث انتقـل القضـاة مـر ًة أخـرى للقضـاء في بيوتهـم.. هـذا في ديـرة، أمـا في الشـندغة فـكان الشـيخ مبـاركٌ بـن علـي الشامسـي والشـيخ علـي الجناحـي يقضيـان كل منهمـا في بيتـه. وكانـت الأحـكام ترفـع بعـد صدورهـا إلى الشـيخ مبـارك بـن علـي الشامسـي لمراجعتهــا والمصادقــة عليهــا لتكــون صالحــة للتنفيــذ، وكان رحمــه الله يجلــس للقضــاء في بيتــه، أي أنــه كان يم ّثــل حســب التنظيــم القضائــي المعاصــر درجــة اســتئناف لهــذه الأحــكام التــي تصــدر مــن قضــاة البــلاد آنــذاك، وممــا يجــدر ذكــره أن المتقاضــين كانــوا يذهبــون بدايــ ًة الى حاكــم البــلاد يعرضــون عليــه نزاعهــم، وإذا لم يتمكــن مــن الصلــح بينهــم بعــد الاسـتماعإليهـمسـّيرهمالىأحـدالقضـاة،فلـميكـنالقضـاةيحكمـونبدايًة بــين النــاس وإنمــا بعــد تحويــل القضايــا إليهــم مــن الحاكــم. ثــم بعــد ذلــك اتخــذت المدرســة الأحمديــة مبنــى للقضــاء، فــكان القضــاة يقضـون في جانـب مـن الـدور الأرضـي، بينمـا ُخصـص باقـي المبنـى للتعليـم.ٍَِّ مبنى مستقل للمحكمة وبعــدالوهيلــةفيأوائــلعــام1939َعهــَدالشــيخســعيدبــنمكتــومإلى ّ أخيــه الشــيخ حشــر بــن مكتــوم بــأن "يشــكي" بــين النــاس في ديــرة، أي أن يقضـي بينهـم، فـكان يجلـس لذلـك في سـوق العرصـة بديـرة، ويأتيـه النـاس لهـذا الغـرض، فـكان يمثـل المرحلـة الأولى للقضـاء مـن حيـث المصالحـة أو الوصــول إلى اتفــاق بــين الخصــوم، فــإذا لم يتمكــن مــن ذلــك ســ ّيرهم إلى القاضــي، وكان الشــيخ حشــر يم ّثــل دور الحاكــم في هــذا الأمــر، واســتمر الشــيخحشــرفيهــذهالمســؤوليةإلىأنعّيــنالشــيخمحمــدبــنحشــر رئيســاً للقضــاء في عــام 1956، وســمي وقتهــا ناظــر المحكمــة، وانتقــل القضـاء إلى مبنـى مسـتقل للمحكمـة خلـف عمـارة الحبـاي، في منـزل تعود ملكيتـه لقـوم بالقيـزي، وفي عـام 1958م انتقلـت المحكمـة إلى مبنـى نايـف، صدى المحاكم - العدد الأول 57


































































































   54   55   56   57   58