Page 45 - DC - CourtsEcho Magazine Issue1
P. 45

تهيئة الأدلة المعتبــرة في دعاوى الأحوال الشخصية كثيراً ما يتبين بعد تمام الأقوال، بوجود خصومة بين الشاهد والمشهود عليه، مما يفقد الشهادة أهميتها. ضــرر لحــق بالمــرأة، وهــل تم التصالــح بعــده، ومــدى ٍ إمكانيــة اســتمرار الحيــاة الزوجيــة بــين طرفيــه إلى غــر ذلــك ممــا يحيــط بالموضــوع، ويتعــين الحــذر مـن مجـرد سـرد الإفـادات العا ّمـة التـي تضيـع معهـا معــالم الضــرر أو نوعــه أو درجتــه. ومثــال آخــر في دعــوى النفقــة؛ فقــد يدعــي الرجــل الإنفـاق، ويصادقـه الشـاهد، وهنـا يستحسـن التحقـق عــن مجالاتــه ومقــداره كــي تكــون الإفــادة كاملــة، وتغنــي عــن أي إجــراء إثبــات آخــر. 4-وآخـرالمطـافمـعهـذهالبّينـة،نؤكـدعلـىأهميـة إثبـات أي تـردد أو تأثـر غـر طبيعـي للشـاهد ينـال مـنٍٍ صـدق شـهادته كالتناقـض أو التوتـر غـر المرريـن، لمـا سـيكون لـه مـن أثـر عنـد تقديـر الدليـل. ٍ وختامـً؛ فـإن الدليـل كثـراً مـا ينشـأ ويصاغ بأيـدي أهل القانــون،ممــايتعــينتهيئتــهوفــقالقواعــدالمقــررة،ًُ والتـيألمحـتلبعضهـا،ويكـونالمخَرُجدليـاصالحً معتـراً يحقـق العدالـة بالقبـول أو الرفـض. جنــس الشــاهد أو موضــوع الشــهادة، إلى غرهــا مــن المعايــر التــي تزخــر كتــب الفقــه بتفاصيلهــا(4). متطلبات الب ّينة الشفوية تتطلــب الب ّينــة الشــفوية أمــوراً عــدة لكــي نصــل بهــا إلى وصـف الب ّينـة المعتـرة، نسـتعرضها علـى النحـو الآتــي: 1- قبــل البــدء بســماع الشــهود يتعــين التهيئــة النفســية لأدائهــا بمصداقيــة، مــن تنبيــه الشــاهد فيعجالــةبأنــهمحاســٌبعليهــاديانــًةوقضــاًء حــال ثبــوت زور شــهادته، كمــا ُيعطــى الأمــان، بــأن المطلـوب منـه مـا يعرفـه فحسـب، فتقـل رهبتـه، وأمـا الولــوج في الإجــراء دون تهيئــة فقــد يــؤدي لانجــرافٍ الشــاهد في شــهادة الــزور بســهولة. 2- وأمـا أثنـاء أدائهـا فيتعـين التحقـق مـن اسـتيفائها للقواعــد الشــرعية والقانونيــة، مــن حيــث العــدد والمعتقــدونــوعالشــهادةمحــلالســماع،مباشــرًة أونقليــًةأوســماعيًةأوبالتســامعأوللاستكشــافأو للاســتظهار، إلى غــر ذلــك مــن المعايــر. وأخــرى علــى ســبيل المثــال؛ في عــدم جــواز شــهادة الفــرع للأصــل والعكــس، وعــدم جــواز ســماع أقــوال المحضونــين في دعــاوى الحضانــة وفــق قواعــد التشــريع الإماراتــي، وأن تــد ّون أقــوال الأطــراف بحيــث يفهـم القـارئ بأنهـا نقليـة أو سـماعية، ووفـق شـروطها المعتــرة في الفقــه(5)، ويتعــين أن تــدون شــهادة المرأتـينبمـايفهـمإدلاءهمـامعـاً،وإناختلفتـا ُيثبـت ذلــك، وأن تســتبعد شــهادة خصــم المشــهود عليــه مــن بدايتهــا. وكثـراً مـا يتبـين بعـد تمـام الأقـوال، بوجـود خصومـة بــين الشــاهد والمشــهود عليــه، ممــا يفقــد الشــهادة أهميتهـا. 3- وأمـا مـن حيـث مضمـون الشـهادة، فمـن المهـم أن تحيــط بالموضــوع الــذي مــن أجلــه حضــر الشــهود، وألا يشــعر القــارئ بنقصهــا، أو أنــه كان بالإمــكان إكمالهــا.ً فمثــلا في دعــاوى التفريــق للضــرر، يتعــين أن َتنصــ َّب الأسـئلة عـن الضـرر المدعـى بـه ونوعـه وتكـراره وآخـر الهوامش 1. فقــه القضــاء والدعــوى والإثبــات دراســة مقارنــة بــين المذاهــب الفقهيــة وقوانــين الإمــارات، د.محمــد الزحيلــي ط2 2008، جامعــة الشــارقة، ص207. 2. الطعن رقم 440، 442 طعن عقاري. 3. 211/2017 طعن أحوال شخصية تمييز دبي. 4. يمكـن الاطـلاع بتفصيـل علـى كتـاب الفقـه الإسـلامي وأدلتـه للدكتـور محمـد بشـر الشـقفة، الفصـل الثـاني الشــهادة، ج6 دار القلــم دمشــق ط2، 2011. 5. طرائــق الحكــم المتفــق عليهــا والمختلــف فيهــا في الشـريعة الإسـلامية، الدكتـور سـعيد بـن درويـش الزهراني، مكتبــة الصحابــة جــدة، ط 2 1994-، ص119-115. صدى المحاكم - العدد الأول 45


































































































   43   44   45   46   47