Page 17 - DC - CourtsEcho Magazine Issue1
P. 17

ٌَُ جريمة تقو ْد طموح طفل تمت إعادة عبدالجبار على متن الطائرة نفسها التي غادر عليها منذ ساعات سعيداً بأخذ ثار أخيه. ثـار أخيـه، مـن دون أن يعلـم بمـا حصـل بعـد مغادرتـه، وأنــه تم إلقــاء القبــض علــى شــركائه في الجريمــة، وأنهــم متجهــين جميعــاً إلى مصرهــم المحتــوم بالســجن. وأمــا عــن نفســي؛ فأنــا الآن أمضــي ســنوات الحكــم التـيحكمـتبهـاالمحكمـةعلـّيجـراءمشـاركتيفي جريمــة القتــل، عــلاو ًة علــى إدانتــي بجريمــة الاتجــار بالبشـر، والتـي سـ ّطرت علـى غرارهـا اتهامـا ٍت عـ ّدة مـن الضحايــا. الإجــراءات المعتــادة شــأنهم شــأن بقيــة المســافرين، وعنــد كــ ّوة حجــز تذاكــر الســفر -وبعــد تكــرار البحــث- تبّيــنلهــموجــودمقعــدواحــدشــاغرعلــىمــن الطائــرة المتجهــة إلى موطنهــم، واتفقــوا علــى تخصيصــه لعبدالجبــار، فيمــا تو ّجــب علــى الآخريــن انتظــار الرحلــة القادمــة التــي تليهــا إلى موطنهمــا، مــع الالتــزام بالهــدوء حتــى وقــت المغــادرة حســب الاتفــاق، وفي هــذه الأثنــاء كانــت يــد ابــن العــم مــا زالـت تنـزف بشـدة لدرجـة اتسـاخ أرضيـة المطـار بكميـة ٍّ ملحوظــة مــن الــدم أثنــاء جلوســهما علــى المقاعــد، ٍ وقــد صــادف ذلــك مــرور أحــد موظفــي المطــار وانتباهـه للمشـهد الـذي لا يمكـن تجاهلـه، فقـام علـى الفـور وبـكل حـذر بإبـلاغ الشـرطة عـن اشـتباهه بالأمـر، وبمجـرد ورود البـلاغ عـن الواقعـة أصبـح الاثنـان تحـت مراقبــة كامــرات المراقبــة، وبعــد نصــف ســاعة مــن ٍ التحـ ّري العـام عـن الوضـع الحـالي للإمـارة تب ّيـن ورود بـلاغ للعمليـات بارتـكاب جريمـة القتـل، والتـي لم يكـن قــد مضــى عليهــا إلا ســاعات قليلــة، وبشــهادة ســائقٍ الدراجــة الهوائيــة الــذي وصــف بــدوره الهاربــين مــن مــكان الواقعــة. لحظة الحقيقة ســرعان مــا تمــت محاصرتهمــا في المطــار وإلقــاء القبـض عليهمـا، ولسـوء حظنـا أنـا وعبدالجبـار اعـترف المقبــوض عليهمــا بــكل ســهولة أثنــاء الاســتجواب، فحينهــا لم يكــن إنــكار ارتــكاب الواقعــة مجديــاً، لا ســيما أن الأدلــة جميعهــا واضحــة، وكامــرات المراقبـة رصـدت كل شـيء، لقـد اعترفـا بـكل مـا حصـل بالتفصيـل، بمـا في ذلـك مسـاعدتي لهـم عـر تزويدهـم بالمعلومــات والبيانــات ومواكبتــي للوقائــع. ومـا هـي إلا سـاعات قليلـة حتـى ألقـي القبـض علـ ّي وأنــا في منــزلي، أمــا عبدالجبــار فوفقــاً للاتفاقــات والإجــراءات الأمنيــة المتبعــة في الدولــة؛ فقــد جــرى التنســيق مــع الســلطات في موطننــا الأصلــي، وتم الاتفـاق بـين الطرفـين علـى إعادتـه علـى مـن الطائـرة نفســها التــي غــادر عليهــا منــذ ســاعات ســعيداً بأخــذ صدى المحاكم - العدد الأول 17


































































































   15   16   17   18   19