تخطى لمحتوى الصفحة

تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاكم دبي ... بداية لما سيكون ممكناً في المستقبل

20 أكتوبر 2019


تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاكم دبي ... بداية لما سيكون ممكناً في المستقبل


تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاكم دبي ... بداية لما سيكون ممكناً
في المستقبل. .. . . بقلم : سعادة طارش عيد المنصوري، مدير عام
محاكم دبي. . لم يعد التحول إلى القضاء الذكي حلماً بعيد المنال في ظل التجارب والدراسات التي تثبت يوماً بعد يوم إمكانية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال القضاء من أجل الحصول على أحكام تمتاز بالدقة وتقليل وقت إجراءات المتعاملين وبالتالي كسب رضاهم وإسعادهم، فضلاً عن الحد من الأعباء على الموظفين في قطاع القضاء.. .وفي إطار مساعي دولة الإمارات إلى نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع القضائي، للاستفادة من هذه التقنيات وتسخيرها في تسهيل عمليات التقاضي على جميع الأطراف وتسريع وتيرة إصدار الأحكام، قدمت محاكم دبي خلال مشاركتها في الدورة التاسعة والثلاثين من أسبوع جيتكس للتقنية، مجموعة من خدماتها الذكية لتعزيز كفاءة المنظومة القضائية، حيث عرضت منصة العدالة الرقمية، التي تعمل على تسريع إجراءات التقاضي في القضايا التجارية وتختصر وقت وجهد أطراف القضية بنسبة 80% وتعتمد على أحدث تقنيات الاتصال عبر الفيديو في العالم؛ وخدمة الدفع الذكي لرسوم وأمانات وغرامات القضايا، التي توفر منصة موثوقة ومتكاملة للدفع الإلكتروني والذكي دون الحاجة إلى تسجيل الدخول أو زيارة مقر المحاكم؛ وخدمتي الزواج الذكي والإشراكات، اللتان تسهلان من إجراءات التقاضي من خلال مزاياهما التفاعلية المتطورة التي تتيح للمتعاملين إتمام الإجراءات عن بعد بسرعة وسلاسة ووفق أعلى معايير الموثوقية والكفاءة. . .ودعمت محاكم دبي مسار التحول الذكي في المجال القضائي في دولة الإمارات تماشياً مع استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، حيث سبق لها أن أطلقت مشروع تقاضٍ بدون قاضٍ باستخدام الذكاء الاصطناعي والذي يقوم بعمل القاضي الجزائي فيما يتعلق بإصدار وتنفيذ الأحكام المتعلقة في الدعاوى البسيطة، خلال عدة دقائق وعلى مدار اليوم إذا أقر المتهم بتهمته، حيث يفصل في نحو 70% من القضايا الجنائية التي تكون عقوبتها الغرامة المالية من دون الجُنح. ومن خلال مبادراتها وتطبيقاتها الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تقطع محاكم دبي شوطاً طويلاً في التخلص من المعاملات الورقية، حيث يتيح لها الاعتماد على التقنيات الذكية تسهيل إجراءات المتعاملين وتقديم الخدمات بطريقة سهلة توفر وقت وجهد موظفي القطاع القضائي والمتعاملين على السواء، ما يسهم في تعزيز رضا المتعاملين وخفض التكاليف وحماية البيئة. . .وترى محاكم دبي أن الذكاء الاصطناعي يمكن في مرحلة ما في المستقبل أن يقوم بدور القاضي، خاصة من حيث تحليل بيانات المتعاملين والتصنيف الدقيق للقضايا وأنواعها، فضلاً عن كل ما يتعلق بالقوانين والتشريعات. كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في الوصول إلى البيانات بسهولة، وأن تحول دون تراكم القضايا والملفات، إلى جانب السرعة في إنجاز العمل وتوفير الوقت والجهد وتوفير الأمان للمستندات وإنجاز العمل في أي وقت ومن أي مكان. كما تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تسهيل إجراءات تسجيل القضايا وسداد الرسوم، والإعلان ومتابعة الجلسات والمشاركة فيها من مكان وجود المتعامل، فيما تقدم خدمة كبيرة للمحامي تريحه من التنقل بين مباني المحاكم وقاعاتها، بحيث يكون بمقدوره متابعة كل قضاياه في مختلف المحاكم من مكان تواجده.. .ويبقى تسهيل الإجراءات وتبسيطها على المتعاملين وإسعادهم من أهم المزايا التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولذلك تسعى محاكم دبي إلى الاستفادة من هذه التقنيات في تقديم خدمات أفضل للمتعاملين تتوافق مع أعلى المعايير الحكومية وتتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة لتقليل عدد المراجعين للدوائر الحكومية بنسبة 80%. وفي هذا السياق، رخصت محاكم دبي مراكز العضيد، التي تهدف إلى إسعاد المتعاملين وتبسيط الإجراءات لهم، وتقديم خدمات بأعلى المعايير الحكومية المتميزة، بالإضافة إلى الحد من الأخطاء السابقة في عملية تقديم الطلبات داخل مكاتب الطباعة، حيث تقدم خدمات تقديم الطلبات الإلكترونية لقيد جميع أنواع الدعاوى ومتابعتها، والاستفسار عن بيانات وتفاصيل الدعاوى، وتقديم طلبات القضايا ومتابعتها، وخدمات الكاتب العدل الخاص، وغيرها من الخدمات. . .وتعمل محاكم دبي على توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي بهدف تحقيق سرعة البت في القضايا وتسهيل الإجراءات على المتعاملين، وتخفيف العبء على المحاكم، والحد من عدد الدعاوى المُحالة إليها. كما تسعى محاكم دبي من وراء تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها إلى ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وتماشياً مع تحقيق هدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، في أن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم.. 
04 icon